الأربعاء، 2 يونيو 2010

مرحبا بالاحتلال العثماني


أذكر أني كنت طالبة في الجامعة حين كان أحد أساتذة اللغة العربية يقحم مصطلح الاحتلال العثماني في معرض حديثه دون داع . ولم أكن ألومه فقد كان حضرة الدكتور تشرب الفكر القومي حتى الثمالة !
ولم أكن ألومه لاختزاله ست قرون من الخلافة العثمانية التي زادت الحضارة والتاريخ الاسلامي بهاء وجمالا وعظمة والتي حمت ظهور المسلمين وصدورهم وأيمانهم وشمائلهم وتحت أرجلهم من أقصى المشرق إلى أقصى مغربه
والتي حافظت على الوحدة واللحمة الاسلامية طوال تلك القرون
والتي حمت المسجد الأقصى من النهب والسلب ولم تبعه بثمن بخس دراهم معدودة
ولا بثمن غال من ملايين الدنانير الذهبية التي كانت خزينة الدولة تفتقرها
اختزل كل ذلك المجد الغابر في بضع سنوات أو عقود أخيرة تميزت ببعض مظاهر التعصب للقومية التركية والظلم والاستبداد السياسي الذي لم تنهه طبعا الثورة العربية الكبرى !
لكني اليوم فقط تذكرت حضرة الأستاذ الدكتور وتمنيت أن يقرأ كلماتي هذه .. التي لا أظن أني أقحمها دون داع اليوم !
فهاهم أحفاد عثمان بن أرطغرل وبايزيد الصاعقة ومحمد الفاتح وعبد الحميد الثاني يفحمون كل هامز لامز
هاهم يسطرون بطولاتهم بدمائهم
ها هم يكبرون ويهللون بالعربية الفصحى وهم يشيعون أبطالهم تلك العربية التي حاول أتاتورك أن يمحوها من قاموسهم
ها هي مساجدهم ثكناتهم ومآذنهم حرابهم وقبابها خوذاتهم والمصلون جنودهم كما قال أردوغان يوما ما
فلتقرأ تاريخهم مرة أخرى يا حضرة الدكتور
ولك الحرية والاختيار في أن تقرأه من النهاية أو البداية !
اقرأه من قول أردوغان لهنية : سنظل ندعمكم ولو بقينا لوحدنا
أو من قول السلطان عبد الحميد لليهود : إن البلاد التي امتلكت بالدماء لا تباع إلا بالثمن نفسه
أو اقرأ السطر الأخير في الصفحة حين قال : إذا تجزأت امبراطوريتي يوما ما فإنكم تأخذونها بلا ثمن أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت
اقرأ فتح القسطنطينية
أو اقرأ عن أسطول الحرية
اقرأ من أي فصل ، أي صفحة ، أي سطر
ولكن أوف الكيل
ولا تبخس الناس حقهم

فلا تنس أن صلاح الدين كردي
أو أن محمد الفاتح تركي
وقبلهما بلال الحبشي
وصهيب الرومي
وسلمان الفارسي
والبخاري
والترمذي
والخوارزمي
والاندلسي
والاسلام اكبر من ذلك
يا قومي !

الأحد، 16 مايو 2010

حتى لايكون بأسنا بيننا


جميل أن أتبع مدرسة فكرية إسلامية ، ذات منهج يسير على خطا أهل السنة والجماعة ، ولا بأس أن أتأثر بآراء أحد المشايخ الأعلام الذين - كما نحسبهم والله حسيبهم – هم من العلماء الربانيين ومن مجددي العصر .وقد لا ألام إن حملت معي آراءه في كل مكان ونشرتها بين الناس .لكن الملامة تقع حقاً حين أجعل الاسلام يقتصر في تلك المدرسة التي أتبعها ، أو يتشخص في شيخي الذي تتلمذت على كتبه وأفكاره وآرائه وفتاواه..كثير من الشباب الملتزم المتحمس ( من الجنسين) يقع في الفخ ، وينسى ما في الاسلام من سعة ، ومن دعوة للتسديد والتقارب فيجعل قلمه ولسانه وجوارحه وجنانه مسخرين ليس فقط للاستماتة في الدفاع عن هذا الشيخ أو ذاك الرأي ، بل المؤسف هو الهجوم على أعلام الأمة السابقين واللاحقين من السلف والخلف وتسفيه آرائهم وأشخاصهم ، والاستدلال بظنون ومقالات من هنا وهناك وبحث عن زلات العلماء والدعاة والنبش في ماضيهم وتاليهم للحصول على هفوة أو زلة تؤكد ( حسب زعم هؤلاء) عدم أهليته ليكون عالماً يعتد برأيه..ونسي هؤلاء أن لحوم العلماء مسمومة ، كذلك نسوا أن العلماء الكبار الذين نتشاجر من أجلهم (كما نظن ، وما هو إلا هوى وعصبية مذمومة) هم في الحقيقة تساموا فوق خلافاتهم ، ولم نسمع أحدهم يذكر الآخر بسوء ، بل كم جهروا وأسروا بذكر محاسن بعضهم البعض ، وكم رأيناهم في المجالس متحابين ، فكانوا خير خلف للأئمة الأعلام : أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد ( رحمهم الله) وبالرعيل الأول من الصحابة قبلهم ’ فكانوا خير قدوة لنا نحن الذين ندعي الاقتداء بهم.ولنعلم أننا لو بحثنا في أخطاء الدعاة والعلماء لن يسلم منها أحد ، وهم أنفسهم لا يدعون العصمة كما يدعيها بعض المبتدعة في علمائهم ..أقول :حري بشباب الصحوة أن يكونوا عنصر التقريب والاعتصام في الأمة ، لا سكيناً يقطع أواصرها ويجدد جراحاتها ..ولنوفر حميتنا وغضبتنا ، لنجعلها في أعدائنا ونجعلها لله ورسوله ..

حين يصبح التلميذ هو المعلم !


في إحدى حصص التربية الاسلامية شرحت لطالبات الصف الخامس الابتدائي حديث ( إنما الأعمال بالنيات॥)ذلك الحديث الذي لا يكاد يوجد مسلم من عوام المسلمين لا يحفظه عن ظهر قلب ، بل ويعرف راويه الصحابي الجليل : عمر بن الخطاب ، وقد انتشر هذا الحديث لعدة أسباب ।منها أنه من أساسيات الدين ، وعليه يحكم على العمل بالصحة والقبول ॥كما أنه في باكورة الأربعين النووية المشهورة ।وعوداً على بدء ، فقد كنت أرى سهولة شرح هذا الحديث ، لاعتقادي بمعرفتنا جميعاً لمضمونه ومقصوده ॥لكن ما أبهرني حقاً هو تفاعل الطالبات الغير متوقع بهذه الصورة مع مفهوم النية والاخلاص لله في العمل ..لم أكن أحتاج إلى إعطاء أمثلة ، الطالبات كن يأتين لي بأمثلة جلية واضحة ، تفهمني أنا معلمتهن ما كنت أظن أني أفهمه حق الفهم ..تحدثن مثلاً عن أهمية أن ينوين بذهابهن إلى المدرسة يومياً عدة نوايا:واحدة تقول لحديث : (طلب العلم فريضة)وأخريات ينظرن إلى ثمار المستقبل: المدخول المادي لمساعدة الوالدين والفقراء، تعليم الآخرين ، إعانة المرضى والضعفاء في حال عملهن طبيبات أو ممرضات، النهوض بالوطن والأمة الاسلامية......أخرى ترى في ذهابها للمدرسة إسعاداً لوالديها اللذان يفرحان بنجاحها وتفوقها..وأخرى تنوي كل يوم مساعدة زميلاتها ومدرساتها إحدى الطالبات رفعت يدها تريد الحديث حيث استنكرت حفظ القرآن طلباً للجوائز أو الشهرة بين الناس ।وما أثار إعجابي حقاً إحدى الطالبات التي لحقتني بعد أن خرجت من الفصل (حيث دق الجرس وأنا أستمع إلى هذا الحوار الشيق) قالت لي بكل أدب ( ممكن تعطيني يا أبلة من وقتك خمس دقائق)!!، نظرت إلى الساعة ، وطبعاً لم أكن بعد أسلوبها المغري لأرفض الاستماع إليها ..قالت ( برجاء) : نحن مجموعة من الطالبات اتفقنا على تمثيل مشهد عن النية ..طلبت منها بعض التفاصيل-كانت القصة بسيطة لكن الفكرة مهمة لم أتنبه إليها خلال تحضيري للدرس :(طفلة تحدث أمها عن رغبتها في الصدقة لمشروع ما في المدرسةفتعطيها مبلغا تضعه الطفلة تحت وسادتهاوفي الصباح تستيقظ الطفلة وتهرع الى المدرسةحين تصل ترى زميلاتها يتبرعن للمشروع ، أما هي فقد نسيت المال تحت الوسادةزميلاتها يسخرن منها ولا يصدقنها حين تقول أنها نسيت الماللكنها تبتسم بثقة ، كل هذا لا يهمها ، فهي تعلم أن الله قد أثابها لنيتها الصادقة)أخذت أفكر في آخر عبارة وهي تودعني راجية مني قبول تمثيلهن للمشهد..أخذت الأفكار تدور في رأسي جيئة وذهابا حتى كدت أصاب بالدواركم من عمل صالح أضعناه بسوء نوايانا .. وكم من نية صالحة لم يصاحبها عمل كانت خيرا من أعمال كثيرة للشيطان فيها مدخل وللخلق فيها نصيب ..أيقنت أن الاخلاص سر من أدركه أدرك الخير كله ..جلست على مكتبي أفكر ووضعت عدة التدريس جانبافقد أعطتني طالباتي درسا لا ينسى في ( الأعمال بالنيات)!!ً

يوم تجثو الأمة


لا اتكلم عن الأمة! ولكن أنا وآآآآه من أنا لا أدري ماذا سأقول حين أجثو مع الامة حين نقف بين يدي الله تعالى وحين نلقى رسولنا الحبيب وإني لأستحي من ادعاء حبه! حين نلقاه على الصراط ولا أدري ان كان سينادي وأنا سائرة عليه : يارب سلم سلم وعلى الحوض

ولا أدري إن كنت ممن سيسقيني بيديه الشريفتين فأنا لا أستحق ذلك منه وإن ادعيت حبه فماذا قدمت لك يا حبيبي يا رسول الله تجمع أوباش الناس ليستهزؤوا بك وقد وعدك الله ووعده الحق( انا كفيناك المستهزئين) لكن كيف سأنظر الى وجهك يا رسول الله وبأي حجة أقف بين يدي الله تعالى

ماذا فعلت؟؟وماذا قدمت ؟؟

تذكرت قصة مجموعة من الاطفال كانوا يلعبون بالكرة والعصي في عهد عمر بن الخطاب ودفعوا بالكرة خطأ بين يدي يهودي خبيث جالس على قارعة الطريق فاعتذروا له ليعطيهم كرتهم والحوا فلما ابى توسلوا إليه ان كان يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ان يعطيهم فسب اللعين رسول الله فما كاد ينهي كلامه حتى نسوا كرتهم وثارت حميتهم لحبيبهم فأوسعوا اليهودي ضربا حتى قتلوه فلما علم أمير المؤمنين عمر بذلك سر لذلك وعلم أن أمة هذه أطفالها لن تموت ولن تهزم

وأهدر دم اليهودي فأين نحن من هؤلاء !!

وإن كنت لم أفعل شيئا لوحدي فلنعمل معا !

ليوم تجثو فيه الأمة !!

أدعوكم إلى مشاهدة الرابط التالي :http://www.islamway.com/mohammad/ar/

العفن الفني



هل لابد من جرأة في العمل ليكون مبدعا ؟

وما معنى الجرأة أصلا؟وما حدودها ؟

سؤال خطر في بالي وانا اتامل في لوح معروضة باحد المعارض

عن نفسي - من الله علي ببعض مما قد يعتبر ابداعا- احب ( ولن اقول اعشق) الفن التشكيلي خاصة السريالي الخيالي

واحب ان امسك بفرشاة الالوان الزيتية لالعب بها في اللوحة يمنة ويسرة واحس بان كل ضربة فرشاة هي تعبير وتنفيس للمشاعر والاحاسيس

وقولوا ذلك عن الشعر والخواطر والقصص والمسرح والانشاد و ما لا يحصى ذكره من مجالات الابداع

لكنني دائما اسمع - ولعلكم مثلي كذلك-كلمة ( جرأة)في الفن والابداع فيقال هذه لوحة جريئة وهذا كاتب جريءوهذه ممثلة جريئة فلا ادري اي جرأة يقصدون ؟

عودا على بدء وفي اثناء تجولي في المعرض والذي كان من ابداع نسائي مائة بالمائة عكر صفو تاملي واستمتاعي لوحتان تصوران امراتين شبه عاريتين ورايت المتجولين في المعرض يثنون على المعروض دون الحديث عن هذه النقطة ودون الاهتمام بهامع انني حين نظرت الى اللوحتين استحييت من مجرد الوقوف امامهما والادهى والامر ان الافتتاح حضره جمع من الرجال( المتذوقين للفن) وليت شعري كيف كان شعورهم حين تذوقوا هاتين اللوحتين! وبدر الى ذهني ان البعض سيعلق هذه جرأة هكذا اذن الجرأة في مفهومكم هي الجرأة على الدين والمعتقد والتبجح والوقاحة وقلة الحياء

هذا هو الفن اذن ؟

لقد عرف المسلمون في عصورهم الذهبية بالفن والابداع ولم يكن الدين معيقا له بل انظر الى المباني والمخطوطات الاسلامية والأدب الاسلامي ما أروعه ولم يكن فيه لا جرأة ولا يحزنون

وأي فن هذا الذي يثير الغرائز ويصور المراة في أسوأ حالاتها فن لا يمت للفن بصلة

أعوذ بالله ان يزل قلمي أوفرشاتي أو لساني أو جوارحي بمثل هذا الــ ع ـفن!

وأنتم ما رايكم أيها المبدعون؟

قف ! قبل أن تعمل في المدارس المستقلة


اسمحوا لي أن أشارككم خبرة ثلاث سنوات-من العمل في المدارس المستقلة كمنسقة ومدرسة لمادتي التربية الإسلامية والاجتماعيات ।وأضيف لهذه التجربة الشخصية ملاحظات من خلال متابعتي لعمل كثير من زميلاتي خريجات كليات الشريعة في المدارس المستقلة ।وقد وددت كتابة هذا الموضوع منذ زمن لزملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات الجدد أو اللواتي قاربن على التخرج।لكن أجلت الكتابة فيه إلى فترة اقتراب موعد التوظيف في هذه المدارس ليكون الكلام ذا فائدة أكبر।وأنوه إني وإن كنت خصصت الكلام لطلاب الشريعة فلا يعني ذلك حصره لهم فقط بل ربما يفيد كل من يود العمل بالمدارس المستقلة ।أولا :** المدارس المستقلة:- بعيدا عن التعريف العلمي – وباختصار أرى أن المدارس المستقلة مؤسسات تعليمية تتميز ببعض الحرية في اختيار المدرسين والمناهج والأنشطة ، لكن ورغم ذلك يظل كل ذلك ضمن قوانين وأطر المجلس الأعلى للتعليم ।** العمل في المدارس المستقلة:تستطيع خريجة كلية الشريعة العمل في المجالين الأكاديمي والإداري أي : معلم أو إداري أو كلاهما معا : منسق لقسم التربية الإسلامية مثلا أو مدرس ومنسق أنشطة مثلا ، مع أن فرص العمل كمدرس أكبر ।** تقييمي الخاص لمشاركة خريجات الشريعة في المدارس المستقلة :الحقيقة ومن خلال متابعتي لنفسي ولزميلاتي اللواتي عملن في المدارس المستقلة ، الغالبية منهن عملن مدرسات أو منسقات للمادة أو للأنشطة بالإضافة للتدريس وأعرف زميلات عملن في جميع المراحل : الابتدائي ، النموذجي ، الإعدادي ، الثانويمنهن من حققن نجاحات باهرة جدا رغم كونهن في الكلية متوسطات المستوى الأكاديميوهناك من كن متفوقات أكاديميا ولكنهن انسحبن أو لم يقدمن شيئا مميزاهذا الكلام يدعوننا للتطرق إلى إيجابيات وسلبيات المدارس المستقلة ومن ثم توجيه بعض النصائح:** بعض ايجابيات المدارس المستقلة :- تنمية مهارات العامل بها من جميع الجوانب من خلال الدورات : ( الحاسب الآلي ، اللغة الانجليزية ، المهارات الإدارية والقيادية ، المهارات السلوكية وفن التعامل مع الآخرين.....الخ) وورش العمل ( طرق التدريس ، الأنشطة الصفية ، التقييم ... ) والحصول على الخبرة العملية من خلال الحصة والتحضير والخطط .....الخ- العائد المادي المجزي مقارنة بباقي المدارس الحكومية والخاصة حيث يصل إلى ما يزيد على الضعف أحيانا- سهولة التوظيف فيها مقارنة بالمدارس الحكومية مثلا- سهولة الانفكاك وإنهاء العقد دون التزامات ( خاصة بعد مرور عام من العمل )والذهاب إلى مدرسة أخرى أو مجال عمل آخر ।** بعض سلبيات المدارس المستقلة :- استنفاذ طاقة العامل بها جهدا ووقتا حيث أن أكثر أسباب انسحاب العاملين في المدارس المستقلة يعود إلى عدم قدرتهم على التوفيق بين العمل والالتزامات الأخرى : الزوج ، الأولاد ، طلب العلم ، حفظ القرآن ، وظيفة أخرى ومن يستمر في العمل يقصر عادة في إحدى التزاماته مما يؤثر على نفسيته .- ويتفرع مما سبق كثرة الدورات رغم كونها من الايجابيات – لكنها تؤثر سلبا حين تستهلك وقت وجهد المنتسبين إليها خاصة عدم المتفرغين للعمل تماما وكذلك مسألة التوصيل من وإلى أماكن هذه الدورات على اختلاف توقيتها ( صباحي ، مسائي ، أيام الإجازات وأيام الدوام ) وأماكنها .- الشللية و الفردية والمحسوبية في هذه المدارس وهذا الأمر يتواجد في جميع مجالات العمل طبعا لكـنه يتجلى في هذه المدارس أكثر من غيرها . - عدم وجود الأمان الوظيفي ، حيث يمكن للمدرسة التخلي عن العامل بها دون أسباب حقيقية في كثير من الأحيان- الطالب هو رقم واحد وقد يظلم المدرس بل حتى الاداري بل حتى صاحب الترخيص مقابل شكوى قد تكون خطأ وكثير من المدرسات تعرضن لمشاكل من هذا النوع- نصائح عامة :- ( من خلال ما سبق نستطيع استخلاص بعض التوجيهات العامة ):- استشعار الاخلاص وعبادة تعليم الخير و أنها مهمة الأنبياء وأنها صدقة جارية إلى يوم القيامة والصبر وتحمل المصاعب في هذا الطريق والثقة بالله أولا ثم بنفسك وإن وهبك الله أخا صالحا معينا قد سلك نفس المجال وإن كان في مدرسة أخرى فذلك أمر طيب جدا.- لا بد من النظر في ظروفك والتزاماتك ( خاصة البنات ) وهل بإمكانك التوفيق بينها وبين العمل وكيف يمكنك التوفيق بينهم جميعا : تنظيم الوقت وترتيب الاولويات ، الاستعانة بأحد الأقارب : الأم ، أم الزوج ، الحضانة ، الخادمة وأن يفهم ويتفهم الزوج والأولاد والوالدين متطلبات هذا العمل .- تكوين فكرة حول احتياجات ومتطلبات هذه الوظيفة المراد العمل بها والفئة العمرية التي سيتم التعامل معها وقراءة بعض الكتب التي تقدم نصائح للمعلمين ( أذكر هنا على سبيل المثال : رسالة للشيخ محمد صالح المنجد : نصائح للمعلمين وكتاب طرق ابداعية في التدريس والتدريب : طارق السويدان وكثير من الكتب المترجمة في الادارة الصفية وأساليب التدريس ....)ودخول المواقع المختصة بالتعليم : (المربي ،منتديات المعلمين ، مواقع وزارات التربية والتعليم العربية ॥)ولا مانع من أخذ بعض الدورات المفيدة لمجال عملك- المدارس هي مجتمعات مصغرة مفتوحة بكل ايجابياتها وسلبياتها و ليست مثل الجامعة ( مجتمعا مغلقا )ولا بد أن يدرك العامل بها أنه يمكن أن يفاجأ بشخصيات مختلفة فلا بد من الحذر عند التعامل مع الآخرين و لنتعلم قاعد ة أنني يمكنني اختيار صديقي ولا يمكنني اختيار زميلي في العمل .- لا يعني ما سبق أن نكون أنانيين ولا نساعد الآخرين بل يجب معاونة الآخرين وحب الخير لهم مع الحذر من الوقوع في وحل التملق والنفاق والايقاع بالآخرين وسوء الظن والانجرار خلف هذه السلوكيات بدعوى المصلحة العامة والحذر وغيرها من الدعاوى الكاذبة ولنعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك فلنسع وراء رضا الله أولا وأخيرا- لا بد من معرفة القوانين التي تحكم المدرسة من قبل المجلس الاعلى او الهيئة الادارية وما لك من حقوق وما عليك من واجبات ولا تخجل من عرض مطالبك : راتب معين ، عدد ساعات معينة ، مسمى وظيفي معين : ولكن لا بد من الاستفادة من تجارب من سبق في هذا المجال - من الجميل معرفة شخصية صاحب الترخيص وتوجهاته واختيار الملتزم الخلوق حيث أن بيده مقاليد كثير من الأمور في المدرسة كما يساعد ذلك في التقليل من المشاكل التي قد نتعرض لها ، كذلك من الأفضل تكوين صورة مسبقة عن ظروف المدرسة وحال المعلمين فيها وايجابياتها ومساوئها - لا يكفي أن تكون متفوقا أكاديميا لتكون مدرسا بل لا بد أن تملك مهارات أخرى : الادارة الصفية ، وسائل وأساليب تدريسية ، الأنشطة خارج وداخل الصف، فن التعامل مع الآخرين فلا بد من تطوير نفسك في هذه المجالات ، كذلك في مقابلات التوظيف يتم التركيز حول هذه المهارات أكثر من المستوى الأكاديمي( وأخيرا أسأل الله لي ولكم التوفيق والاخلاص وإن أصبت فمن الرحيم الرحمن وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)

الجمعة، 14 مايو 2010

اسمحوا لي أنا متطوع


توقف العمل في حملة دعوية هامة بعد البدء في تنفيذه والسبب !: اسمحوا لي أنا متطوع
تأجيل برنامج هادف ( حتى إشعار آخر ) بعد أن استغرق وقتا طويلا في الاعداد و التخطيط والسبب !: اسمحوا لي أنا متطوع
فشل نشاط متميز وظهوره بصورة أقل من المطلوب والسبب ! : اسمحوا لي أن متطوع
إغلاق مركز شبابي دعوي والسبب ! : اسمحوا لي أنا متطوع
تلك أمثلة حقيقية لما يحدث على أرض الواقع من حوادث مؤلمة و أخبار مؤسفة تثبط الهمم وتحبط العزائم ومعاناة دائمة لمن يحمل هم الدعوة ونشر الخير في أرجاء المعمورة والسبب في كثير منها عبارة واحدة يطلقها البعض – لا يلقي لها بالا- ألا وهي هي : اسمحوا لي أنا متطوع !!
لا شك أن المراكز الدعوية والمؤسسات الخيرية لا يمكنها الاعتماد فقط على كادرها الخاص من الموظفين الرسميين من أجل القيام بأنشطة تخدم المجتمع والأمة ككل ، فتحاول استقطاب وتجنيد المتطوعين ليسدوا هذا النقص ويقفوا على الثغر ।ولا شك أيضا أن الأمة لا زالت بخير وأن كثيرا من الشباب والفتيات المتعطشين لخدمة دينهم ومجتمعهم بل حتى الأطفال وكبار السن يبادرون للقيام بتلك المهمة – جزاهم الله خيرا- بل وأحيانا يقدمون أفضل مما يقدمه الموظف المعتمد لدى تلك المراكز والمؤسسات
ولعل هؤلاء يدركون أن ما يقومون به واجب شرعي وحق من حقوق الأخوة والدين والوطن ।لكن البعض القليل – بل والقليل جدا – يتطوع في عمل ما وربما يكون متحمسا بصورة واضحة وقد يطالب بتحميله مسؤولية كبيرة في المشروع لكنه ومن أبسط عائق يواجهه أو انشغال يصيبه يترك ما في يديه ناقصا ويتحجج بالحجة المعروفة : اسمحوا لي أنا متطوعوهل أني متطوع يعني أن أنسحب في أي وقت وبأية طريقة وأن لا أتحمل أدنى مسؤولية !!
المشكلة أن هذه الفئة - القليلة جدا – من المتطوعين قد تحكم بالاعدام على عمل متكامل تم إنفاق الوقت والمال والجهد عليه !فأحيانا يكون هذا الانسحاب في وقت قاتل لا يسمح للمنظمين بإحضار بديل بنفس المواصفات بل قد يحدث قبل البرنامج بلحظات عدة !وأحيانا لا يقوم هذا المتطوع بتنفيذ ما طلب منه ، بل ما اختاره هو بنفسه من مهام ، وقد لا يخبر من يتابعه من المسؤولين بعدم قدرته على تنفيذ العمل إلا بعد فوات الأوان!نعم قد تصيب البعض ظروف قاسية جدا لا تمكنه من القيام بهمته و ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ، لكن أن يكون هذا ديدننا نعمل بمزاجية ولا مبالاة و دون إتقان بحجة : أنا متطوع ॥ فـــ لا وألف لا !!!
أذكر أنه أقيم في الجامعة لقاء لطالبات نادي الابداع مع الأستاذ عبد الرحمن الحرمي عن العمل المؤسسي فسأل الطالبات سؤالا مهما : هل ما تقمن به من عمل تطوعي هو صدقة أم زكاة ؟؟؟السؤال لم يكن مفهوما لدينا فالبعض أجاب بالأولى والبعض أجاب بالثانية والمعظم لم يكن يعرفن المغزى من السؤال والذي وضحه الأستاذ قائلا: من ترى في عملها هذا صدقة فإنها ستقدم فيه فضلة الوقت والجهد أما من تراه زكاة واجبة فستقدم كل ما تستطيع تقديمه ।والسؤال لك أيها المتطوع ، هل ترى في العمل للاسلام صدقة تتصدق بها كيفما شئت ووقتما شئت ؟؟ أم زكاة يحاسبك الله على أدائها إن قصرت فيها؟؟

قبل أن يغلق ألبوم الصور !


أخذت تتأمل جيداً في تلك الصورة التي انتهت إليها صفحات الألبوم ...تنظر إليها من زوايا متفرقة ..تكاد تمتزج بألوانها وتستمع إلى أصوات العصافير في ثناياها..لا زالت تتذكر جيداً ذلك اليوم الذي التقطت فيه تلك الصورة ، كانت طالبة في الصف السادس الابتدائي ..ظفيرتاها الجميلتان ..ومريولها المدرسي ذو اللون الداكن .. وبريق عينيها الذي يوحي بروح صافية ومشاعر هياجة ... وابتسامة وردية ابتسمتها على عجل ..لا زالت تذكر المكان الذي التقطت فيه الصورة ..في ناحية من فناء منزلهم السابق الذي كان يقع في إحدى أحياء الدوحة الداخلية الهادئة ..والذي أصبح اليوم نابضاً بالحركة ومكتظاً بالناس والأسواق ..تظهر في خلفية الصورة أغصان شجرة السدرة التي كانت معلماً من معالم منزلهم الصغير .. وكم كانت مسرحاً حافلاً بالذكريات ..كل شيء في الصورة بسيط ..واعتيادي..لكن دمعة حرى لم تطق الاختباء بين أجفان هند .. فسقطت مباشرة وهي تدل طريقها إلى وجه صورة هند ..شيء ما في الصورة غير موجود ..وربما يكون أهم ما في الصورة .. في منظور هند (على الأقل )!! ولكنه اختفى خلف الكاميرا ..إنها اليد التي التقطت الصورة ..ليست كأي يد ..تذكرت هند كيف حاولت أمها جاهدة أن تزرع على شفتي ابنتها هند ابتسامة تجعل من الصورة أجمل ..تذكرت كذلك أن آخر ما تتذكره من تلك الصورة ابتسامة أمها الحنونة ..ذلك قبل أن يغطي فلاش الكاميرا على كلتا الابتسامتين !!تمنت هند لو أعادت الأيام نفسها فجاءت نفس اليد الحانية لتلتقط صورة وترسم ابتسامة ..بل تمنت أن تمسك بتلك اليد الحبيبة فتضمها إلى صدرها .. تمسح بها دموعها .. وتقبلها مرات عدة قبل أن ترجعها مرة أخرى إلى صدرها ..ولا تدعها أبداً ..تمنت أن تعتذر لها عن كل زلة .. كل كلمة .. كل تعب .. كل عتب..تمنت أن ترتمي في أحضان أمها (صاحبة اليد ).. تشكو إليها همومها ..تحكي لها عن أفكارها وآمالها وأحلامها ..تمنت .. وتمنت ..ولكنها أدركت أن ليست كل الأماني تتحقق ..أطرقت برأسها .. ورفعت يديها ..سألت الله بقلب صادق خاشع أن يرحم أمها ..أن يجمعها بها في الفردوس الأعلى ..وأن يغفر لها كل تقصير في حق والدتها ..قطع عليها تأملها صوت إحدى الصويحبات منادية :هيا يا هند .. نحن في انتظارك.. ولا يجدر بك أن تتأخري أكثر من ذلك .. فالقاعة كلها متلهفة لرؤيتك ..ألقت هند نظرة أخيرة على الصورة وهي تخاطبها :سامحيني يا أماه ..فلقد كنت دوماً أقرب إلى عقوقك من برك ..سامحي طفلتك ..التي هي اليوم عروس في ليلة زفافها..كم تمنيت أن تكتمل الفرحة بوجودك جانبي ..ولكن ! في الليلة الظلماء يفتقد البدر..سقطت دمعة أخرى من عيني هند ولكن هذه المرة على الأرض ..فقد أغلقت ألبوم الصور ..وهي ترجو الله أن لا يغلق باب الجنة دونها ..قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم :(الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه )

دكتوراة في المشاعر الصادقة


توقف الزمن كله فجأة عندها .... صوت زوجها الذي يتحدث معها !
حركة أطفالها وصخبهم من حولها !
شاشة التلفاز التي تعرض برنامجا مفضلا لديها !
بل لقد توقفت الأنفاس ... والحركات ... والسكنات .... والكلمات ... والنظرات ... عند تلك الصفحة من الجريدة التي استسلمت بين يديها .
لحظات من الصمت ... ثم عادت الحياة من جديد إلى كل شيء حين رفعت بصرها مذهولة نحو زوجها الذي خاطبها متذمرا :
- (ما بك يا نورة ؟؟ أكلمك ولا تردين !)
- (لا يمكن لا أصدق ! مريم محمد عبد الله ! سبحان الله !)
- لم يتمالك أحمد نفسه من ضحكة قوية انتابته .. أما نورة فقد عادت لا مبالية به ترمق بنظراتها صفحة الجريدة مرة أخرى ..
وبكلمات يحاول فيها كتمان بقايا ضحكته سألها زوجها أحمد :
- (أولا : من مريم محمد عبد الله ؟؟
ثانيا : ما الذي لا تصدقينه؟
ثالثا : ما بك تحدقين في الجريدة بهذه الصورة الغريبة المضحكة؟؟)
التفتت نورة إليه وطالعته بنظرها مرة أخرى ولكن في هذه المرة بعينين اغرورقتا بالدمع !!
هنا بادرها أحمد بالكلام :
- (آسف يا حبيبتي ! هل هذه صفحة الوفيات ؟؟
لعل صديقتك مريم توفت؟
لا حول ولا قوة إلا بالله ، كلنا لها يا نورة ، أنت إنسانة مؤمنة و...)
- (على رسلك يا أحمد !! أنا لا أبكي لوفاة صديقتي ! وليس لي صديقة اسمها مريم من الأساس !! ثم هذه ليست صفحة الوفيات !!!)
انتقلت حالة الذهول إلى أحمد الذي أخذ ينظر إلى زوجته مستفهما عن حقيقة الأمر
ووسط صمت حقيقي هذه المرة استطردت نورة كلامها :
- (مريم هي إحدى طالباتي اللاتي درستهن في المرحلة الاعدادية ، لقد فازت بوسام التميز العلمي لهذا العام عن رسالة الدكتوراة التي قدمتها بعنوان : ( نحو مراهق فعال في المجتمع ))
تنهدت نورة وتنفست بعمق شديد وكأنها تسحب أنفاسها من جوف بئر ! ثم أكملت كلماتها والدموع حبيسة عينيها :
- (الغريب أن مريم كانت فتاة مشاغبة يشكي منها كل من يعرفها : أهلها وزميلاتها ومعلماتها وإدرة المدرسة بل حتى الجيران لم يسلموا من شرها !!
بل لقد سمعت بنفسي من هؤلاء من يدعو عليها ويتمنى الخلاص منها ...)
توقفت لبرهة ثم أكملت وقد رسمت ابتسامة وردية صادقة على شفتيها :
- ( لكني رغم كل ما كان يقال عنها كنت أرى فيها صورة أخرى ربما لم يكتشفها معظمهم !
- صورة الفتاة المبدعة النشيطة القيادية التي تمتلك من المواهب والقدرات – بفضل الله – ما يمكنها أن تتميز على كثير من قريناتها ، المشكلة أنها لم تجد ذلك الحضن الدافئ الذي يحتويها ويستمع إليها !
لكن ....)
هنا لم تستطع دمعاتها أن تقف رهينة عينيها أكثر من ذلك فانحدرت على وجنتيها لتغطيها نورة وتغطي وجهها كله بكفيها وتجهش بالبكاء وتسقط الجريدة أخيرا من يديها على الأرض !
لم يفهم أحمد إن كانت نورة تبكي فرحا أم حزنا
لكنه التقط صفحة الجريدة التي تحمل السر في كل ما حدث وأخذ يقرأ تلك الصفحة التي بللتها الدموع :
( أحمد الله على توفيقه لي وأهدي نجاحي لمعلمتي الغالية ومربيتي الفاضلة نورة حسن والتي وقفت معي – بعد الله تعالى - وأخذت بيدي حين كنت مراهقة تتلاطم بي الأمواج وتعصف بي عواصف الحياة .
لقد علمتني الصدق في قولي وفعلي والأهم من ذلك كله : في مشاعري !!
علمتني حب الله وزرعته في قلبي حبا صادقا عذبا ..
ومن منطلق حبي للخالق أكملت مشواري بنجاح مع جميع الخلائق ..
رغم كل الصعاب... والعوائق ..
فأقول لها ولكل معلم مخلص ... ومرب فاضل :
لن ننساكم أبدا من دعائنا
وكل نجاح لنا هو نجاح لكم
فطوبى لكم .. وطوبى لجيل ربيتموه على مكارم الأخلاق .. وطوبى لأمة أنتم فيها ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير))

عشرون عام



كتبت هذه الكلمات حين أكملت عشرين سنة ، أرثي بها هذه السنين التي مضت ولم أستثمرها كما ينبغي ، أتساءل فيها عن إجابتي إذا سئلت عنها ( واعذروني إن وجدتم بها ركاكة فلست بشاعرة ولا أدعي الشعر) .
هذا الصباح مذ انفلق وأنا بهم وقـــلـق
وتغرد الأطيار في لحن مع القلب يــدق
يوم توشح بالسواد قادما نحوي حزين
نظر إلي لبرهة وحكى بصوت مستبين
مستفتحا كلماته ألماً وآهات أنين
عشرون عاما يافتاة على حياتك قد مضين
وأنا الأخير بذيل عشر ثم عشر من سنين
عشرون عاما مذ ولدت على جراح المسلمين
المسجد الاقصى يئن و جرح أرض الرافدين
ماذا تجيبين الإله بنجدة المستضعفين

أولا صبرت بنفسك مع التقاة الصالحين
لا زلت غافلة ولاهية ولا حقــــا ترين
أو غرك عمر الشباب ام انك لا تشعرين
ام بعد موت محمد خير الانام ستخلدين
فلعله رق لحالي قال يمــلؤه الحنين
لكنني وبرغم حزني والأسى الشاكي الدفين
أملي لعل الله يرحمك ويعفو ويعين
قلت انتظر يايوم لا تمضي فكم أنت ثمين
ياليتني ادركت ذلك قبل أن تمضي السنين

رحلنا وبقي العمود صامدا .. وشاهدا


دقات قلبي تتزايد وخطواتي متثاقلة ونظراتي منكسرة وأود لو أني أصل إليك في لمح البصر ..
لماذا لم تكن عند المدخل ؟ لماذا كل هذا العناء لكي أصل إليك ؟؟ وألقي بحملي عليك !
أكاد أبصرك تنظر إلي معاتبا طول الجفوة والنوى ومرارة الهجر والفراق !! لماذا العتب و انت تعلم جيدا اني أحببتك بصدق وتعلقت بك حتى كدت ان أصير جزءا منك وأكاد أجزم انك بادلتني ذات الشعور ..
تعلم أيضا سر فراقنا وبعدنا .. وأنى للمحبين أن يسلموا من تلك النهاية ؟؟؟

وتعلم أني لو كان بيدي ما تركت وحيدا هناك وما حكمت على نفسي بالوحدة بعدك !
ولكم وددت أن أعود فأضمك ضمة لا فراق بعدها أبدا !
رويدكم !
دعني أبوح لهم بالسر أيها الحبيب .كي لا يسيئوا بي الظن .. رويدكم إنه العمود!!
ولكي لا تسيئوا الظن بعقلي هذه المرة أن أحببت عمودا مصمتا من حجر .. رويدكم ثانية !
فلو علمتم ما بيني وبينه .. لعلمتم سبب شوقي إليه ولعله كذلك مشتاق إلي .. ولا تسألوا المحب عن حبيبه كيف ولماذا ؟ ولكني لن أترك الأمر دون بيان .... ففي الجامعة مصلى وللمصلى عمود ! عمود شهد أفراحي وأتراحي .. دمعاتي وسجداتي ... كم استندت عليه فأزاح عني همي وحمل ثقلي .. وأزال ألمي وسمع توجعي وأنيني ..
كم شاركني الترنم بعطر الآيات ومجالسة الصالحات وحضور الحلقات والتنافس على الخيرات ..
كم حفته الملائكة ونزلت به السكينة ؟ كم شهد من لقاء وكم كان شاهدا على فراق؟
كم كان مسرحا لقصص الهداية ؟ وكم سكبت عليه دمعات التوبة حرى ؟
كم يكتم من الأسرار ؟ وكم يخفي من الأخبار؟
بل إن لم يكن لأوثق عرى الإيمان- الحب والبغض في الله -شاهد يومها سواه بعد الله لكفى ؟؟ إيه أيها الحبيب ! سقى الله تلك الأيام التي لم تعد ولا أظنها ستعود !
كنت أخالك تبكي لبكائنا .. وتفرح لفرحنا .. وتغضب مما يغضبنا ..وتقاسمنا قطع الحلوى التي توزعها الأخوات ! تطرب لحدائنا وتخشع لتلاواتنا .. وتبتسم لمقالبنا ومواقفنا .. بل لعلك كنت تشاطرني الضحك في قرارة نفسي حين نرى من تأكل خلسة أو تدخل حذاءها للمصلى بعد أن تعبنا ومللنا من وضع لافتات تحذر من ذلك!
ولكأني ألمس إشفاقك علي وقد ألصقت ظهري بك أتنهد وكتبي متناثرة حولك كلما جمعتها شتتتها مرة أخرى فوبيا الامتحان الذي لم يبق عليه سوى لحظات ! أكاد أحس بك تربت على كتفي وتهدئ من روعي تكاد تنطق وتقول لا تحزني إن الله معنا
إيه أيها الحبيب ! سقى الله تلك الأيام التي لم تعد ولا أظنها ستعود !
كنت أتخيل أنك إن سقطت يوما سينهدم كل شيء لكني لم أكن أدرك يوما أني بفراقك سأفارق كل شيء!
حلقات القرآن .. دروس الايمان .. صلوات الجماعة .. الدعوات .. الضحكات .. الدمعات .. كلها موجودة بعدك ! لكن أين عبق الاخلاص الذي كان يفوح منها ؟ وأين الهمة التي كنا نتنفسها مع كل شهيق وزفير ؟ وأين الحب في الله المتعالي عن مصالح الدنيا وحطامها الزائف الزائل ؟
أترانا تغيرنا ؟ أم أن الناس تغيروا ؟
أتراها الدنيا شغلتنا ؟ وأنستنا سرا عرفناه .. وأخرجتنا من جنة عشنا بها ؟
وإن كنا نسينا فهل نسينا
(0والعصر* إن الانسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
وكي لا أظلم أحدا فإنها المشاغل شغلتنا .. وأرجو أن تكون الآخرة منها وأولها ..
توظفنا ...تزوجنا .. أنجبنا .. سافرنا ..
والأهم من ذلك وللأسف .. تفرقنا .. ورحلنا وبقيت أنت صامدا .. وعلى ذكرياتنا شاهدا
إلى الله أشكو عجري وبجري أيها الحبيب
وأسأل الله أن يعوضك بمن هو خير منا .. ويعوضنا بما هو خير منك

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا .... شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ..... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان قد عز في الدنيا لقاؤكم ... فبموقف الحشر نلقاكم ويكفينا