الأربعاء، 2 يونيو 2010

مرحبا بالاحتلال العثماني


أذكر أني كنت طالبة في الجامعة حين كان أحد أساتذة اللغة العربية يقحم مصطلح الاحتلال العثماني في معرض حديثه دون داع . ولم أكن ألومه فقد كان حضرة الدكتور تشرب الفكر القومي حتى الثمالة !
ولم أكن ألومه لاختزاله ست قرون من الخلافة العثمانية التي زادت الحضارة والتاريخ الاسلامي بهاء وجمالا وعظمة والتي حمت ظهور المسلمين وصدورهم وأيمانهم وشمائلهم وتحت أرجلهم من أقصى المشرق إلى أقصى مغربه
والتي حافظت على الوحدة واللحمة الاسلامية طوال تلك القرون
والتي حمت المسجد الأقصى من النهب والسلب ولم تبعه بثمن بخس دراهم معدودة
ولا بثمن غال من ملايين الدنانير الذهبية التي كانت خزينة الدولة تفتقرها
اختزل كل ذلك المجد الغابر في بضع سنوات أو عقود أخيرة تميزت ببعض مظاهر التعصب للقومية التركية والظلم والاستبداد السياسي الذي لم تنهه طبعا الثورة العربية الكبرى !
لكني اليوم فقط تذكرت حضرة الأستاذ الدكتور وتمنيت أن يقرأ كلماتي هذه .. التي لا أظن أني أقحمها دون داع اليوم !
فهاهم أحفاد عثمان بن أرطغرل وبايزيد الصاعقة ومحمد الفاتح وعبد الحميد الثاني يفحمون كل هامز لامز
هاهم يسطرون بطولاتهم بدمائهم
ها هم يكبرون ويهللون بالعربية الفصحى وهم يشيعون أبطالهم تلك العربية التي حاول أتاتورك أن يمحوها من قاموسهم
ها هي مساجدهم ثكناتهم ومآذنهم حرابهم وقبابها خوذاتهم والمصلون جنودهم كما قال أردوغان يوما ما
فلتقرأ تاريخهم مرة أخرى يا حضرة الدكتور
ولك الحرية والاختيار في أن تقرأه من النهاية أو البداية !
اقرأه من قول أردوغان لهنية : سنظل ندعمكم ولو بقينا لوحدنا
أو من قول السلطان عبد الحميد لليهود : إن البلاد التي امتلكت بالدماء لا تباع إلا بالثمن نفسه
أو اقرأ السطر الأخير في الصفحة حين قال : إذا تجزأت امبراطوريتي يوما ما فإنكم تأخذونها بلا ثمن أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت
اقرأ فتح القسطنطينية
أو اقرأ عن أسطول الحرية
اقرأ من أي فصل ، أي صفحة ، أي سطر
ولكن أوف الكيل
ولا تبخس الناس حقهم

فلا تنس أن صلاح الدين كردي
أو أن محمد الفاتح تركي
وقبلهما بلال الحبشي
وصهيب الرومي
وسلمان الفارسي
والبخاري
والترمذي
والخوارزمي
والاندلسي
والاسلام اكبر من ذلك
يا قومي !