الجمعة، 14 مايو 2010

رحلنا وبقي العمود صامدا .. وشاهدا


دقات قلبي تتزايد وخطواتي متثاقلة ونظراتي منكسرة وأود لو أني أصل إليك في لمح البصر ..
لماذا لم تكن عند المدخل ؟ لماذا كل هذا العناء لكي أصل إليك ؟؟ وألقي بحملي عليك !
أكاد أبصرك تنظر إلي معاتبا طول الجفوة والنوى ومرارة الهجر والفراق !! لماذا العتب و انت تعلم جيدا اني أحببتك بصدق وتعلقت بك حتى كدت ان أصير جزءا منك وأكاد أجزم انك بادلتني ذات الشعور ..
تعلم أيضا سر فراقنا وبعدنا .. وأنى للمحبين أن يسلموا من تلك النهاية ؟؟؟

وتعلم أني لو كان بيدي ما تركت وحيدا هناك وما حكمت على نفسي بالوحدة بعدك !
ولكم وددت أن أعود فأضمك ضمة لا فراق بعدها أبدا !
رويدكم !
دعني أبوح لهم بالسر أيها الحبيب .كي لا يسيئوا بي الظن .. رويدكم إنه العمود!!
ولكي لا تسيئوا الظن بعقلي هذه المرة أن أحببت عمودا مصمتا من حجر .. رويدكم ثانية !
فلو علمتم ما بيني وبينه .. لعلمتم سبب شوقي إليه ولعله كذلك مشتاق إلي .. ولا تسألوا المحب عن حبيبه كيف ولماذا ؟ ولكني لن أترك الأمر دون بيان .... ففي الجامعة مصلى وللمصلى عمود ! عمود شهد أفراحي وأتراحي .. دمعاتي وسجداتي ... كم استندت عليه فأزاح عني همي وحمل ثقلي .. وأزال ألمي وسمع توجعي وأنيني ..
كم شاركني الترنم بعطر الآيات ومجالسة الصالحات وحضور الحلقات والتنافس على الخيرات ..
كم حفته الملائكة ونزلت به السكينة ؟ كم شهد من لقاء وكم كان شاهدا على فراق؟
كم كان مسرحا لقصص الهداية ؟ وكم سكبت عليه دمعات التوبة حرى ؟
كم يكتم من الأسرار ؟ وكم يخفي من الأخبار؟
بل إن لم يكن لأوثق عرى الإيمان- الحب والبغض في الله -شاهد يومها سواه بعد الله لكفى ؟؟ إيه أيها الحبيب ! سقى الله تلك الأيام التي لم تعد ولا أظنها ستعود !
كنت أخالك تبكي لبكائنا .. وتفرح لفرحنا .. وتغضب مما يغضبنا ..وتقاسمنا قطع الحلوى التي توزعها الأخوات ! تطرب لحدائنا وتخشع لتلاواتنا .. وتبتسم لمقالبنا ومواقفنا .. بل لعلك كنت تشاطرني الضحك في قرارة نفسي حين نرى من تأكل خلسة أو تدخل حذاءها للمصلى بعد أن تعبنا ومللنا من وضع لافتات تحذر من ذلك!
ولكأني ألمس إشفاقك علي وقد ألصقت ظهري بك أتنهد وكتبي متناثرة حولك كلما جمعتها شتتتها مرة أخرى فوبيا الامتحان الذي لم يبق عليه سوى لحظات ! أكاد أحس بك تربت على كتفي وتهدئ من روعي تكاد تنطق وتقول لا تحزني إن الله معنا
إيه أيها الحبيب ! سقى الله تلك الأيام التي لم تعد ولا أظنها ستعود !
كنت أتخيل أنك إن سقطت يوما سينهدم كل شيء لكني لم أكن أدرك يوما أني بفراقك سأفارق كل شيء!
حلقات القرآن .. دروس الايمان .. صلوات الجماعة .. الدعوات .. الضحكات .. الدمعات .. كلها موجودة بعدك ! لكن أين عبق الاخلاص الذي كان يفوح منها ؟ وأين الهمة التي كنا نتنفسها مع كل شهيق وزفير ؟ وأين الحب في الله المتعالي عن مصالح الدنيا وحطامها الزائف الزائل ؟
أترانا تغيرنا ؟ أم أن الناس تغيروا ؟
أتراها الدنيا شغلتنا ؟ وأنستنا سرا عرفناه .. وأخرجتنا من جنة عشنا بها ؟
وإن كنا نسينا فهل نسينا
(0والعصر* إن الانسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
وكي لا أظلم أحدا فإنها المشاغل شغلتنا .. وأرجو أن تكون الآخرة منها وأولها ..
توظفنا ...تزوجنا .. أنجبنا .. سافرنا ..
والأهم من ذلك وللأسف .. تفرقنا .. ورحلنا وبقيت أنت صامدا .. وعلى ذكرياتنا شاهدا
إلى الله أشكو عجري وبجري أيها الحبيب
وأسأل الله أن يعوضك بمن هو خير منا .. ويعوضنا بما هو خير منك

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا .... شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ..... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان قد عز في الدنيا لقاؤكم ... فبموقف الحشر نلقاكم ويكفينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق