الأحد، 16 مايو 2010

قف ! قبل أن تعمل في المدارس المستقلة


اسمحوا لي أن أشارككم خبرة ثلاث سنوات-من العمل في المدارس المستقلة كمنسقة ومدرسة لمادتي التربية الإسلامية والاجتماعيات ।وأضيف لهذه التجربة الشخصية ملاحظات من خلال متابعتي لعمل كثير من زميلاتي خريجات كليات الشريعة في المدارس المستقلة ।وقد وددت كتابة هذا الموضوع منذ زمن لزملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات الجدد أو اللواتي قاربن على التخرج।لكن أجلت الكتابة فيه إلى فترة اقتراب موعد التوظيف في هذه المدارس ليكون الكلام ذا فائدة أكبر।وأنوه إني وإن كنت خصصت الكلام لطلاب الشريعة فلا يعني ذلك حصره لهم فقط بل ربما يفيد كل من يود العمل بالمدارس المستقلة ।أولا :** المدارس المستقلة:- بعيدا عن التعريف العلمي – وباختصار أرى أن المدارس المستقلة مؤسسات تعليمية تتميز ببعض الحرية في اختيار المدرسين والمناهج والأنشطة ، لكن ورغم ذلك يظل كل ذلك ضمن قوانين وأطر المجلس الأعلى للتعليم ।** العمل في المدارس المستقلة:تستطيع خريجة كلية الشريعة العمل في المجالين الأكاديمي والإداري أي : معلم أو إداري أو كلاهما معا : منسق لقسم التربية الإسلامية مثلا أو مدرس ومنسق أنشطة مثلا ، مع أن فرص العمل كمدرس أكبر ।** تقييمي الخاص لمشاركة خريجات الشريعة في المدارس المستقلة :الحقيقة ومن خلال متابعتي لنفسي ولزميلاتي اللواتي عملن في المدارس المستقلة ، الغالبية منهن عملن مدرسات أو منسقات للمادة أو للأنشطة بالإضافة للتدريس وأعرف زميلات عملن في جميع المراحل : الابتدائي ، النموذجي ، الإعدادي ، الثانويمنهن من حققن نجاحات باهرة جدا رغم كونهن في الكلية متوسطات المستوى الأكاديميوهناك من كن متفوقات أكاديميا ولكنهن انسحبن أو لم يقدمن شيئا مميزاهذا الكلام يدعوننا للتطرق إلى إيجابيات وسلبيات المدارس المستقلة ومن ثم توجيه بعض النصائح:** بعض ايجابيات المدارس المستقلة :- تنمية مهارات العامل بها من جميع الجوانب من خلال الدورات : ( الحاسب الآلي ، اللغة الانجليزية ، المهارات الإدارية والقيادية ، المهارات السلوكية وفن التعامل مع الآخرين.....الخ) وورش العمل ( طرق التدريس ، الأنشطة الصفية ، التقييم ... ) والحصول على الخبرة العملية من خلال الحصة والتحضير والخطط .....الخ- العائد المادي المجزي مقارنة بباقي المدارس الحكومية والخاصة حيث يصل إلى ما يزيد على الضعف أحيانا- سهولة التوظيف فيها مقارنة بالمدارس الحكومية مثلا- سهولة الانفكاك وإنهاء العقد دون التزامات ( خاصة بعد مرور عام من العمل )والذهاب إلى مدرسة أخرى أو مجال عمل آخر ।** بعض سلبيات المدارس المستقلة :- استنفاذ طاقة العامل بها جهدا ووقتا حيث أن أكثر أسباب انسحاب العاملين في المدارس المستقلة يعود إلى عدم قدرتهم على التوفيق بين العمل والالتزامات الأخرى : الزوج ، الأولاد ، طلب العلم ، حفظ القرآن ، وظيفة أخرى ومن يستمر في العمل يقصر عادة في إحدى التزاماته مما يؤثر على نفسيته .- ويتفرع مما سبق كثرة الدورات رغم كونها من الايجابيات – لكنها تؤثر سلبا حين تستهلك وقت وجهد المنتسبين إليها خاصة عدم المتفرغين للعمل تماما وكذلك مسألة التوصيل من وإلى أماكن هذه الدورات على اختلاف توقيتها ( صباحي ، مسائي ، أيام الإجازات وأيام الدوام ) وأماكنها .- الشللية و الفردية والمحسوبية في هذه المدارس وهذا الأمر يتواجد في جميع مجالات العمل طبعا لكـنه يتجلى في هذه المدارس أكثر من غيرها . - عدم وجود الأمان الوظيفي ، حيث يمكن للمدرسة التخلي عن العامل بها دون أسباب حقيقية في كثير من الأحيان- الطالب هو رقم واحد وقد يظلم المدرس بل حتى الاداري بل حتى صاحب الترخيص مقابل شكوى قد تكون خطأ وكثير من المدرسات تعرضن لمشاكل من هذا النوع- نصائح عامة :- ( من خلال ما سبق نستطيع استخلاص بعض التوجيهات العامة ):- استشعار الاخلاص وعبادة تعليم الخير و أنها مهمة الأنبياء وأنها صدقة جارية إلى يوم القيامة والصبر وتحمل المصاعب في هذا الطريق والثقة بالله أولا ثم بنفسك وإن وهبك الله أخا صالحا معينا قد سلك نفس المجال وإن كان في مدرسة أخرى فذلك أمر طيب جدا.- لا بد من النظر في ظروفك والتزاماتك ( خاصة البنات ) وهل بإمكانك التوفيق بينها وبين العمل وكيف يمكنك التوفيق بينهم جميعا : تنظيم الوقت وترتيب الاولويات ، الاستعانة بأحد الأقارب : الأم ، أم الزوج ، الحضانة ، الخادمة وأن يفهم ويتفهم الزوج والأولاد والوالدين متطلبات هذا العمل .- تكوين فكرة حول احتياجات ومتطلبات هذه الوظيفة المراد العمل بها والفئة العمرية التي سيتم التعامل معها وقراءة بعض الكتب التي تقدم نصائح للمعلمين ( أذكر هنا على سبيل المثال : رسالة للشيخ محمد صالح المنجد : نصائح للمعلمين وكتاب طرق ابداعية في التدريس والتدريب : طارق السويدان وكثير من الكتب المترجمة في الادارة الصفية وأساليب التدريس ....)ودخول المواقع المختصة بالتعليم : (المربي ،منتديات المعلمين ، مواقع وزارات التربية والتعليم العربية ॥)ولا مانع من أخذ بعض الدورات المفيدة لمجال عملك- المدارس هي مجتمعات مصغرة مفتوحة بكل ايجابياتها وسلبياتها و ليست مثل الجامعة ( مجتمعا مغلقا )ولا بد أن يدرك العامل بها أنه يمكن أن يفاجأ بشخصيات مختلفة فلا بد من الحذر عند التعامل مع الآخرين و لنتعلم قاعد ة أنني يمكنني اختيار صديقي ولا يمكنني اختيار زميلي في العمل .- لا يعني ما سبق أن نكون أنانيين ولا نساعد الآخرين بل يجب معاونة الآخرين وحب الخير لهم مع الحذر من الوقوع في وحل التملق والنفاق والايقاع بالآخرين وسوء الظن والانجرار خلف هذه السلوكيات بدعوى المصلحة العامة والحذر وغيرها من الدعاوى الكاذبة ولنعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك فلنسع وراء رضا الله أولا وأخيرا- لا بد من معرفة القوانين التي تحكم المدرسة من قبل المجلس الاعلى او الهيئة الادارية وما لك من حقوق وما عليك من واجبات ولا تخجل من عرض مطالبك : راتب معين ، عدد ساعات معينة ، مسمى وظيفي معين : ولكن لا بد من الاستفادة من تجارب من سبق في هذا المجال - من الجميل معرفة شخصية صاحب الترخيص وتوجهاته واختيار الملتزم الخلوق حيث أن بيده مقاليد كثير من الأمور في المدرسة كما يساعد ذلك في التقليل من المشاكل التي قد نتعرض لها ، كذلك من الأفضل تكوين صورة مسبقة عن ظروف المدرسة وحال المعلمين فيها وايجابياتها ومساوئها - لا يكفي أن تكون متفوقا أكاديميا لتكون مدرسا بل لا بد أن تملك مهارات أخرى : الادارة الصفية ، وسائل وأساليب تدريسية ، الأنشطة خارج وداخل الصف، فن التعامل مع الآخرين فلا بد من تطوير نفسك في هذه المجالات ، كذلك في مقابلات التوظيف يتم التركيز حول هذه المهارات أكثر من المستوى الأكاديمي( وأخيرا أسأل الله لي ولكم التوفيق والاخلاص وإن أصبت فمن الرحيم الرحمن وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق