الجمعة، 14 مايو 2010

اسمحوا لي أنا متطوع


توقف العمل في حملة دعوية هامة بعد البدء في تنفيذه والسبب !: اسمحوا لي أنا متطوع
تأجيل برنامج هادف ( حتى إشعار آخر ) بعد أن استغرق وقتا طويلا في الاعداد و التخطيط والسبب !: اسمحوا لي أنا متطوع
فشل نشاط متميز وظهوره بصورة أقل من المطلوب والسبب ! : اسمحوا لي أن متطوع
إغلاق مركز شبابي دعوي والسبب ! : اسمحوا لي أنا متطوع
تلك أمثلة حقيقية لما يحدث على أرض الواقع من حوادث مؤلمة و أخبار مؤسفة تثبط الهمم وتحبط العزائم ومعاناة دائمة لمن يحمل هم الدعوة ونشر الخير في أرجاء المعمورة والسبب في كثير منها عبارة واحدة يطلقها البعض – لا يلقي لها بالا- ألا وهي هي : اسمحوا لي أنا متطوع !!
لا شك أن المراكز الدعوية والمؤسسات الخيرية لا يمكنها الاعتماد فقط على كادرها الخاص من الموظفين الرسميين من أجل القيام بأنشطة تخدم المجتمع والأمة ككل ، فتحاول استقطاب وتجنيد المتطوعين ليسدوا هذا النقص ويقفوا على الثغر ।ولا شك أيضا أن الأمة لا زالت بخير وأن كثيرا من الشباب والفتيات المتعطشين لخدمة دينهم ومجتمعهم بل حتى الأطفال وكبار السن يبادرون للقيام بتلك المهمة – جزاهم الله خيرا- بل وأحيانا يقدمون أفضل مما يقدمه الموظف المعتمد لدى تلك المراكز والمؤسسات
ولعل هؤلاء يدركون أن ما يقومون به واجب شرعي وحق من حقوق الأخوة والدين والوطن ।لكن البعض القليل – بل والقليل جدا – يتطوع في عمل ما وربما يكون متحمسا بصورة واضحة وقد يطالب بتحميله مسؤولية كبيرة في المشروع لكنه ومن أبسط عائق يواجهه أو انشغال يصيبه يترك ما في يديه ناقصا ويتحجج بالحجة المعروفة : اسمحوا لي أنا متطوعوهل أني متطوع يعني أن أنسحب في أي وقت وبأية طريقة وأن لا أتحمل أدنى مسؤولية !!
المشكلة أن هذه الفئة - القليلة جدا – من المتطوعين قد تحكم بالاعدام على عمل متكامل تم إنفاق الوقت والمال والجهد عليه !فأحيانا يكون هذا الانسحاب في وقت قاتل لا يسمح للمنظمين بإحضار بديل بنفس المواصفات بل قد يحدث قبل البرنامج بلحظات عدة !وأحيانا لا يقوم هذا المتطوع بتنفيذ ما طلب منه ، بل ما اختاره هو بنفسه من مهام ، وقد لا يخبر من يتابعه من المسؤولين بعدم قدرته على تنفيذ العمل إلا بعد فوات الأوان!نعم قد تصيب البعض ظروف قاسية جدا لا تمكنه من القيام بهمته و ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ، لكن أن يكون هذا ديدننا نعمل بمزاجية ولا مبالاة و دون إتقان بحجة : أنا متطوع ॥ فـــ لا وألف لا !!!
أذكر أنه أقيم في الجامعة لقاء لطالبات نادي الابداع مع الأستاذ عبد الرحمن الحرمي عن العمل المؤسسي فسأل الطالبات سؤالا مهما : هل ما تقمن به من عمل تطوعي هو صدقة أم زكاة ؟؟؟السؤال لم يكن مفهوما لدينا فالبعض أجاب بالأولى والبعض أجاب بالثانية والمعظم لم يكن يعرفن المغزى من السؤال والذي وضحه الأستاذ قائلا: من ترى في عملها هذا صدقة فإنها ستقدم فيه فضلة الوقت والجهد أما من تراه زكاة واجبة فستقدم كل ما تستطيع تقديمه ।والسؤال لك أيها المتطوع ، هل ترى في العمل للاسلام صدقة تتصدق بها كيفما شئت ووقتما شئت ؟؟ أم زكاة يحاسبك الله على أدائها إن قصرت فيها؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق