الأحد، 16 مايو 2010

حتى لايكون بأسنا بيننا


جميل أن أتبع مدرسة فكرية إسلامية ، ذات منهج يسير على خطا أهل السنة والجماعة ، ولا بأس أن أتأثر بآراء أحد المشايخ الأعلام الذين - كما نحسبهم والله حسيبهم – هم من العلماء الربانيين ومن مجددي العصر .وقد لا ألام إن حملت معي آراءه في كل مكان ونشرتها بين الناس .لكن الملامة تقع حقاً حين أجعل الاسلام يقتصر في تلك المدرسة التي أتبعها ، أو يتشخص في شيخي الذي تتلمذت على كتبه وأفكاره وآرائه وفتاواه..كثير من الشباب الملتزم المتحمس ( من الجنسين) يقع في الفخ ، وينسى ما في الاسلام من سعة ، ومن دعوة للتسديد والتقارب فيجعل قلمه ولسانه وجوارحه وجنانه مسخرين ليس فقط للاستماتة في الدفاع عن هذا الشيخ أو ذاك الرأي ، بل المؤسف هو الهجوم على أعلام الأمة السابقين واللاحقين من السلف والخلف وتسفيه آرائهم وأشخاصهم ، والاستدلال بظنون ومقالات من هنا وهناك وبحث عن زلات العلماء والدعاة والنبش في ماضيهم وتاليهم للحصول على هفوة أو زلة تؤكد ( حسب زعم هؤلاء) عدم أهليته ليكون عالماً يعتد برأيه..ونسي هؤلاء أن لحوم العلماء مسمومة ، كذلك نسوا أن العلماء الكبار الذين نتشاجر من أجلهم (كما نظن ، وما هو إلا هوى وعصبية مذمومة) هم في الحقيقة تساموا فوق خلافاتهم ، ولم نسمع أحدهم يذكر الآخر بسوء ، بل كم جهروا وأسروا بذكر محاسن بعضهم البعض ، وكم رأيناهم في المجالس متحابين ، فكانوا خير خلف للأئمة الأعلام : أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد ( رحمهم الله) وبالرعيل الأول من الصحابة قبلهم ’ فكانوا خير قدوة لنا نحن الذين ندعي الاقتداء بهم.ولنعلم أننا لو بحثنا في أخطاء الدعاة والعلماء لن يسلم منها أحد ، وهم أنفسهم لا يدعون العصمة كما يدعيها بعض المبتدعة في علمائهم ..أقول :حري بشباب الصحوة أن يكونوا عنصر التقريب والاعتصام في الأمة ، لا سكيناً يقطع أواصرها ويجدد جراحاتها ..ولنوفر حميتنا وغضبتنا ، لنجعلها في أعدائنا ونجعلها لله ورسوله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق